تعرفوا على مدير جامعة أم القرى عام 2020

تعرفوا على مدير جامعة أم
القرى عام 2020

عبدالله المغلوث
بمجرد أن تشاهد صورة فواز أحمد سعد (27 عاما) ستقع في حبه. لديه ابتسامة
تشيع البهجة والحبور في
أنحائك. ابتسامة من سلالة نادرة تستحق سبر أغوارها
وتتبع نشأتها.
ولد فواز في حي العتيبية بمكة. وترعرع في منزل مستأجر من ثلاثة طوابق. في
أعلى دور يعيش مع والده وإخوته الخمسة. بينما جده لأبيه وزوجته وأبناؤه
السبعة يقطنون الدور الثاني. في حين يضم الدور الأرضي بين ذراعيه شقة
للضيوف ومكتب والده الذي يعمل معلما ومحررا صحفيا متعاونا.
كان والد فواز يعول أباه وإخوته وأبناءه. فمعظم الآباء عندما يذهبون لشراء
عشاء من مطعم يعودون حاملين كيسا أو اثنين. لكن والده كان يحمل عشرة أكياس
أو أكثر ليسد جوع من يعولهم والضيوف الذين لا ينقطعون عن منزله.
نجح فواز من الثانوية العامة عام 2000م بتفوق وقدم على كلية الطب وتم قبوله
مباشرة. بيد أن شخصا في داخله كان يصرخ عاليا: "كيمياء..كيمياء..كيمياء".
ففواز كان يعشق الكيمياء أكثر من (الشاورما) التي تسيل لعابه. أكثر من أي
شيء آخر في مراهقته. استجاب لنداء قلبه وغير تخصصه. لكن واجه في المنزل
احتجاجا مدويا تزعمه أعمامه وعماته. فقد انتقدوا قراره بالتخلي عن حرف
الدال. الاحتجاج العارم ولّد في داخله تحديا أن يصبح دكتورا. هذا التحدي
انتقل من جوفه إلى جدار غرفته. فقد وضع عليه في سنته الأولى بجامعة أم
القرى ورقة كتب عليها بخط عريض عبارة: "سأصبح دكتورا عام 2010". هذه الورقة
مازالت تحتفظ بها أمه مريم في غرفتها. مازالت تتصفحها وتبتسم حينما يعبر
ابنها فواز ذاكرتها.
ربما لن يحصل فواز على الدكتوراه في 2010 لكنه سيقبض عليها في 2011، إن شاء
الله. فهو يدرس الدكتوراه حاليا في الكيمياء في جامعة كاردف بويلز مبتعثا
من جامعة أم القرى. وعلى الأرجح سيتخرج مطلع العام المقبل.
ولن يعود فواز إلى مكة حاملا شهادة خرساء، بل إنجازات علمية. فهو نجح في
تطبيقات طبية وصناعية في استخلاص المعادن من الملوثات. وكذلك في استخلاص
الأيونات في جسم الإنسان، ولها تطبيقات في علاج السرطان تخضع حاليا لدراسة
مكثفة في جامعته. ولا ينحصر طموح فواز في الجانب العلمي بل يمتد إلى الجانب
الإداري. فهو يتطلع جديا أن يصير مديرا لجامعة أم القرى في عام 2020.
يقول: "لا أتقشف في أحلامي. بدأت التخطيط لهذا المنصب منذ الآن".
وأكثر ما يشغل فواز حاليا بالإضافة إلى دراسته والداه: أحمد (50 عاما)،
ومريم (44 عاما). فهو يحاول أن يطور مهاراتهما الإلكترونية. فقد استطاع أن
يقيم لهما وبعض أفراد أسرته دورة في التواصل عبر الشبكات الاجتماعية وقبلها
في مبادئ البريد الإلكتروني والماسنجر. ونجح والداه فعلا في الانضمام إلى
الفيس بوك والتواصل معه ومع زوجته بسمة وابنتهما ريم. يشعر فواز بسعادة
غامرة عندما يشاهد قائمة أصدقائهما الإلكترونيين تزداد وتكبر. ويفرح أكثر
عندما يكتشف أن علاقتهما بالإنترنت تنمو على نحو سريع ومدهش. والده صار
مولعا بالمنتديات الثقافية التفاعليه. وبات ينجز كل أعماله ومشاريعه عبر
الكمبيوتر. وأمه أصبحت مدمنة على المواقع التي تعنى بالمرأة والأسرة. ولا
يتوقف تفكير فواز عند هذا الحد. فهو يأمل وشيكا أن يقيم لهما دورة في اللغة
الإنجليزية تفتح شهيتهما لتعلم هذه اللغة التي تملك مفاتيح العلوم
والتقنية.
إن الكثير من الأبناء يهدون آباءهم وأمهاتهم قلما أو محفظة أو حقيبة أو
ساعة. لكن فواز أهدى لهما شيئا آخر. أهدى لهما المتعة والفائدة معا. سعادة
لن تصدأ مع مرور السنوات كالأقلام أو الساعات. سعادة ستملأ حياتهما حتى آخر
لحظة. سيدعوان له مع كل إيميل مبهج يصلهما، أوموقع جديد يتعرفان عليه.
هل عرفتم الآن سر ابتسامة فواز؟ لمَ لا نحاول أن نقتني مثلها؟

بالتوفيق له وللجميع ..

يعطيكـ العآفيه عزيز ..

فواز أحمد سعد بارك الله لك في كل خطوه

ماشالله عليه الله يزيده علم وفائده

يعطيك العافيه عــزيز موضوع شيق

يستاهل النجاح كل طموح ..

اتمنى ان يصل لاعلى مراتب النجاح لانه يستحقها بجداره ..

يسلمو عزيز قوم عز ..