العصيرات المتفجرة

العصيرات المتفجرة

فهد عامر الأحمدي قبل عامين تقريبا كنت عائدا من الصين عبر
مطار جاكرتا حين وقفت مع بقية الركاب في صف طويل استعدادا لدخول صالات
المغادرة .. وكما يحدث في معظم المطارات طلب رجال الأمن من جميع الركاب
التخلص من أي سوائل أو عصيرات أو كريمات بحوزتهم قبل نقطة التفتيش .. وأذكر
حينها أنني وقفت خلف رجل وزوجته بدا واضحا من لهجتهما الجميلة أنهما من
أهل مكة .. فحين رأت الزوجة الحاوية التي تراكمت فيها القوارير الزجاجية
قالت متذمرة: "هيا خذ ياعلي، شكلهم حياخذوا العصيرات اللي معانا" فرد عليها
" شكلهم كدا ياصفية" فقالت " طيب ليش التعقيد هدا يبغونا نموت عطش!!" حك
رأسه وقال " تبغي الحق، معاهم حق، الرحلة طويلة ولو كل راكب كب كاسة عصير
تخيلي كيف حيكون شكل المقاعد من جووا" ...!!

وحينها بالكاد كتمت ضحكة كادت تخرج من فمي كون منع إدخال السوائل لا
يتعلق إطلاقا بنظافة المقاعد .. والدليل على هذا أن أي سوائل تشتريها بعد
انتهائك من نقطة التفتيش (من مراكز التسوق في المطار) تستطيع أخذها معك
وإدخالها إلى كابينة الطائرة!!

وفي المطارات الأوربية بالذات قد يخيرونك بين شرب العصير أو تركه كتبرع
خيري .. ومالفت انتباهي في مطار فرانكفورت أن معظم الركاب كانوا يشربون
عصيراتهم مما دعاني لشرب قارورة كاملة خشية أن يكون إجراءا إجباريا (خصوصا
أن مجرد امتلاكي لذقن سوداء ، وبشرة سمراء يجعلانني محل شبهة دائماً)...

وأذكر في ذلك الوقت أن مفارقة مدهشة خطرت برأسي وتساءلت إن كان رجال
الأمن في المطارات يعلمون بها .. فشخصي المتواضع يملك مثل كافة البشر
حامضا خطيرا داخل معدته من شأنه إذابة نوافذ الطائرة وأرضية الركاب وقمرة
القيادة .. فخلايا المعدة لدينا تفرز حامضا قويا يدعى هيدروكلوريك يساهم في
هضم الطعام وتفكيك أقسى أنواع اللحوم (وتزاد وتيرة إفرازه بمجرد شرب
العصير قبل نقطة التفتيش) .. وهو من القوة والتركيز بحيث يمكنه إذابة
الأخشاب والبلاستيك ومعظم المعادن المعروفة ولو سقطت قطرة منه على يدك
لأحرقتها .. ومع هذا لا يمكنه هضم المعدة ذاتها كونها مغلفة بطبقة مخاطية
داخلية تتجدد كل يومين (وهذا بالمناسبة سر قدرة المعدة على هضم أقسى أنواع
اللحوم دون أن تهضم نفسها ، مالم تتشكل قرحة في الغشاء الداخلي)!!

... على أي حال ؛ طالما أن سائل المعدة خارج إطار المناقشة (كونك تعجز
عن إخراجه وتعجز أجهزة الأمن عن كشفه) سأكتفي بإخباركم بالسبب الحقيقي لمنع
إدخال السوائل لصالات المغادرة ...

ففي حين يدرك معظمنا أن للموضوع علاقة "بالإرهاب" و "تنظيم القاعدة" لا
يعرف معظمنا أن المتفجرات الكلاسيكية هي في الأصل سوائل كيميائية..

فسائل النيتروجلسرين مثلا (وهو مادة زيتية صافية) يشكل أساس مركبات
الديناميت المتفجرة . وبسبب حساسيته الكبيرة (حيث يمكنه الانفجار بمجرد
سقوطه أو هزه بقوة) منع من الاستعمال في أوربا لمدة مائة عام .. وفي عام
1867 فكر السويدي ألفرد نوبل بخلطه مع مادة صلبة كالتراب والإسمنت لجعله
أكثر استقرارا وأمنا فاخترع بذلك "قضبان الديناميت" ..

ومع هذا يظل النيتروجلسرين (بحالته السائلة) أقوى من البارود بثلاث مرات
وأسرع منه انفجارا ب25 مرة .. وبما أنه لا يختلف من حيث الشكل والقوام عن
العصيرات التي نشربها بدأت دول العالم بالتدريج بحجز أي سوائل قادمة من
خارج المطار (خصوصا حين تم إحباط عدة محاولات لتفجير هذا السائل في مطارات
أوربا وأمريكا عام 2006) !!

... وهذه الحقيقة بالذات يجب أن تمنحك قدرا أكبر من التفهم والتحمل
لأساليب التفتيش القاسية التي أصبحت شائعة حاليا في جميع المطارات.. فمن
المؤسف أن تنظيم القاعدة لم يجعل إجراءات السفر أكثر قسوة فقط ؛ بل وأكثر
إحراجا وتركيزا على أصحاب الذقون السوداء والبشرة السمراء...

... وهذه الحقيقة بالذات يجب أن تمنحك قدرا أكبر من التفهم والتحمل
لأساليب التفتيش القاسية التي أصبحت شائعة حاليا في جميع المطارات.. فمن
المؤسف أن تنظيم القاعدة لم يجعل إجراءات السفر أكثر قسوة فقط ؛ بل وأكثر
إحراجا وتركيزا على أصحاب الذقون السوداء والبشرة السمراء...

مقال جميل جدا ..

للاسف الارهاب شوه صورة الاسلام في العالم لكني على يقين بأن هذه الصوره ستتغير مع الزمن للافضل

لان الحق يظهر دائما مهما طال الزمن .. وكل كذبه لها نهايه ..

يسلمو عزيز ..

صح عليكـ هموسه وانا معآكـ .. يعطيكـ العآفيه عزيز ^^

الإرهاب لا دين له
لكن للأسف أن البعض جعله ينتسب لديينا
حسبي الله على من شوه سمعه الاسلام

مقـال جميل ماحسبت لها تأثير قوي لهدرجه
وفعلا لو مريت بهالموقف مابأتخيل انهم يأخذونها عشان الآمان

يعطيك العافيه عزيز

يعطيك العافيه عز مقال جميل

فعلا اساسا اللي اخترع الكولا كان بالاساس بيخترع مواد متفجره

وسبحان الله صار للشرب

يعطيك العافيه