مقال منع من النشر: قطار المشاعر..رفقا بالمشاعر

قطار
المشاعر..رفقا بالمشاعر

عبدالله
المغلوث

حلمت أنه سيصلنا قطارعصري بعد طول انتظار. قطار
يشبه شينكانسن 500 الياباني، فائق السرعة أو على أقل تقدير كفيلارو الروسي.
لكن لم أتوقع أبدا أن يأتينا قطار يعود إلى عصور خلت. قطار يقلك إلى
الماضي وليس إلى المستقبل.

كنت أعتقد أن هناك خطأ ما في الصور التي
أذاعتها بعض وسائل الإعلام مبكرا. لا يمكن أن يكون هذا هو القطار الذي
انتظرناه عقودا. فاللقطات تظهر قطارا متواضعا يسير على سكة حديد صدئة
عرباته مطلية بالأصفر والأخضر كأنه خارج من المتحف بيد أنه خانني التقدير.
فقد بدد شكوكي للأسف سعادة وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، المشرف على
المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، الدكتور حبيب بن مصطفى زين
العابدين، بتصريحاته لصحيفة عكاظ. إذ أكد حقيقة الصور، مدافعا ومبررا:
"مشروع قطار المشاعر المقدسة صمم باستخدام أعلى المواصفات الفنية
والتقنية".

استقليت قطارات في شرق العالم وغربه. في دول متقدمة
وأخرى نامية. لكن لم أر حتى اللحظة قطارا حديثا بهذه الصورة الرثة. صورة لا
علاقة لها بأعلى المواصفات الفنية والتقنية التي أشار إليها الدكتور زين
العابدين في حديثه. قد نستسيغ هذا التصريح لو صدر قبل ست عقود. لكن الآن.
في عصر الإنترنت ووسائل الاتصال السريعة لا يمكن أن يقنعنا هذا الكلام.
فعبر جولة قصيرة على مواقع قطارات العالم الإلكترونية من أستراليا إلى كندا
سنعرف أن قطارنا لايمت للتقنية والحداثة بأي صلة. سندرك أن قطارنا الجديد
ليس جديدا.

في بريطانيا إذا أراد شخصا أن ينجز مشروعا مؤجلا أو يكمل
قصيدة ناقصة استقل قطارا. سلسلة رواية (هاري بوتر)، التي حققت أرباحا
هائلة لمؤلفتها جي كي رولينج بلغت 798 مليون دولار، اشتعلت جذوتها في
القطار بين مانشستر ولندن عام 1990، وفق تقرير نشره موقع بي بي سي أون لاين
في 12 مارس 2001. في المقابل، تموت أفكارنا عندما نستقل قطارنا القديم
الذي يربط الرياض بالمنطقة الشرقية. وتتحطم أحلامنا عندما نرى صور قطارنا
الذي سيمخر عباب المشاعر وشيكا.

معظم قطارات العالم الحديثة مدهشة
ومثيرة إلا قطارنا. القطار البولندي (نيواج 14 دبليو إي) أحد القطارات
السريعة البسيطة الحديثة. يصفه المهندس الأسترالي باون سيل بـ"الغزال". فهو
يتمتع برشاقة وسرعة وانسيابية لافتة بالإضافة إلى تصميمه السهل الممتنع.

ولا
أعلم هل اطلع أو سمع الدكتور زين العابدين عن قطار "جاوترين" بجنوب
أفريقيا الذي يربط مطار "أور تومبو" الدولي بمنطقة ساندتون في مدينة
جوهانسبرج. وتم تدشينه الأسبوع الماضي قبيل انطلاق كأس العالم بساعات. يقول
ناريكزو ماكاواكا للدايلي تلغراف في الثامن من يونيو الجاري بعد أن استقل
الرحلة الأولى للقطار: "أعجبني شكله من الخارج. لكن عندما سافرت به وقعت في
حبه. إنه فخر لكل الجنوب أفريقيين. سيكون أحد أيقونات الوطن".

في
حين لا أعتقد أن قطارنا سيكون أيقونة ومصدر فخر لنا، بل على العكس تماما
سيكون مصدر انتقاد وتهكم وألم. ألم شديد يعترينا كلما رأيناه يرافقه سؤالا
بدينا: "لماذا نهايات مشاريعنا مخيبة ابتداء بمشاريع الصرف الصحي وليس
انتهاء بهذا القطار؟".

قيادتنا لم تبخل على هذا المشروع وغيره
ماديا. لكن هناك من قصر في مسؤوليته. هناك من اقتصد في الإتقان وتقشف في
الإخلاص. هناك من يجب أن يحاسب على هذا التقصير غير المبرر. يقول أفلاطون:
"الناس لا يسألونك كم استغرقت في عملك. بل ينظرون إلى إتقانه وجودته".

إنني
أشعر بمرارة كلما تذكرت صورة قطارنا المقبل. وأتخيل ركابه في المستقبل
ينتقدون الشركة الصينية المنفذة والمشرفين على المشروع مرددين مع الفيلسوف
والمفكر الفرنسي دني ديدرو، مقولته الشهيرة: "لا يكفي أن تصنع خيرا. عليك
أن تحسن صنعه".

(مقال منع من النشر)

السبت 12 يونيو 2010

قلت و بالله التوفيق:يبدو
ان التفاؤل اصبح شئ من الترف في بلادنا حيث اننا نعود للوراء باصرار
عجيب... عندما نزور دول العالم نجد الفرق الملموس بين السنه الماضية والان
.. ان العالم فعلا ينمو ويتطور لكن هنا للاسف نعود للخلف بكل ثبات

شي مؤسف ...

دائما الحقيقه تمنع من النشر ...

لكن دايما في وسيله ليصل الحق للناس ...

مشكور عزيز قوم عز ..

حزنت كثيرا لحجب هذه المقالة
وانا الذي كنت اظن اننا قد خرجنا من نفق الحجب المظلم و ننعم بعصر التعبير الحر
لا ادري لماذا كان الكتاب يستخدمون مساحات حرة للكتابة عندما حدثت كارثة عروس البحر الاحمر العام الماضي
ام انه يجب ان تملاء الاقلام دماءا عوضا عن الاحبار
هل يجب ان تقع كارثة ويسقط ضحايا حتى تعطى المساحة الحرة للكتابة؟

بصراحه لالالالاتعليق

يعطيك العافيه

قيادتنا لم تبخل على هذا المشروع وغيره ماديا. لكن
هناك من قصر في مسؤوليته

اقتباس أكتفي بهـ

يعطيك الف عافيه عزيز
ممآ أعجبني واعتقد أنه قد يفي بالغرض بين أسطر هذه الصفحهـ
أذا قرأت سيرة مآ فأعلم أن الحقيقة دائمآ غير قابلة للنشر !!

شكرا توووت