حق المسلم على اخيه

عقد الله تعالى أواصر الأخوة بين المؤمنين، وأكَّد الرسولُ صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في كثير من الأحاديث التي بيَّنت حقوق المسلم على أخيه.

وهذه الحقوق تنقسم إجمالًا إلى:

أولًا: الحقوق القلبية: كمحبة المسلم لأخيه، وحسن ظنه به، وسلامة صدره قِبَله، والفرح بما يصيبه من الخير، والحزن لما يعرض له من الشر.

فإن رآه على خير بكى فرحًا ...وإن رآه على سوء بكى ألمًا

لأنه يراها غَنِيمة له فيها سهم، يحزن لكل مصاب يُلِمُّ به، حتى ولو كان فردًا عثر في طريق، أو مُحْصَنة انتُهِك عِرضها، أو شعبًا أصابته جائحة أو اعتدى عليه معتدٍ، حتى مجرد الحزن على ذلك، هو من الحزن المشروع، ولا يملك قلب المؤمن إلا أن ينبض به، كيف وهو يتألم لأي ظلم يقع على إنسان ولو كافر، أو حيوان، فكيف بمَن تربطه به رابطة الإيمان؟!

نَعَمْ، لم يتعبَّدْنا الله سبحانه وتعالى بالأحزان وحدها، لكن هذه المعاني القلبية هي الوقود الذي يحمل الإنسان على الفعل، وهي الروح التي تنتظم أفراد هذا الجسد الواحد، الممتد عبر الزمان والمكان.

وقد أشار الحديث المتفق عليه إلى هذا المعنى، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثلُ الجسد الواحد...».

فالودُّ والعطف والرحمة، هي معانٍ قلبية متقاربة، وربما تتفاوت بحسب الحال التي يكون عليها مَن تُبذل له هذا الإحساس، فالودُّ قائم ودائم، والعطف قد يكون مع الضعف، وقريب منه الرحمة، أو يقال: الودُّ للأهل والأصدقاء، والرحمة للآخرين الذين يمكن له أن يساعدهم، والعطف للأباعد الذين لا يملك لهم إلا صدق المشاعر ويحتمل غير هذا.

ثانيًا: الحقوق اللسانية: كرد السلام، وتشميت العاطس، والثناء بالخير على مَن يستحقه، والتعليم للجاهل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعاء والتضرع لهم.

وهذا بعض أثر الشعور القلبي، وربما دفع الله بالدعاء شرًّا عن المسلمين، وكما قال الله سبحانه وتعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ) [الأعراف:55]. وقال: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60]. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «الدُّعاءُ هو العِبادةُ».

ومن مأثور قول الشافعي:

أَتَهْزَأُ بالدُّعاءِ وتَزْدَرِيه ... وَمَا تَدْرِي بما صنَع الدعاءُ؟

سِهامُ الليلِ لا تُخْطِئ وَلَكِنْ ... لها أَجَلٌ وللأجلِ انْقِضَاءُ

ولو لم يكن من آثار هذا الشعور النبيل إلا تحقيق معنى الانتماء لهذه الأمة لكفى؛ لأنه لا يصح بحال أن ينتمي فرد لهذه الأمة، ثم لا يقدِّم لمَن يشاطرونه الانتماء أية مشاركة، وسيان عنده فرحهم وحزنهم، انتصارهم وهزيمتهم، خطؤهم وإصابتهم.

فهذا لا يكون أبدًا، وإنما الحال كما قال الشعراء:

بالشَّامِ أَهْلِي وبَغْدادُ الهَوَى وَأنَا ... بالرَّقْمَتَينِ وَبِالفُسطاطِ إخواني

ولي بطَيْبةَ أوطارٌ مُجَنِّحَةٌ ... تسمو بروحيَ فوقَ العالمِ الثاني

ولستُ أدرِي سوى الإسلامِ لي وطنًا ... الشامُ فيه ووادي النيلِ سيانِ

وأينما ذُكِر اسمُ اللهِ في بَلَد ... عَدَدْتُ ذاك الحِمَى مِن لُبِّ أَوْطَاني

دنيا بناها لنا الهادي فأحكَمها ... أَعْظِمْ بأحمدَ مِن هادٍ ومِن بانِ

التعاطف الوجداني يذبل ويموت حين لا نحسن التعبير عنه، و«الكلمة الطيبة صدقة»، والكثيرون لا يطلبون أكثر من كلمة دعم أو مؤازرة أو تشجيع، أو حتى عزاء... والبخيل مَن بخل بطيب الكلام، وأقل ما يجب أن يقدِّمه الإنسان كلمة حق، أو دعوة صالحة لأخيه المسلم بظهر الغيب، خاصة والمنابر الإعلامية والإلكترونية اليوم ميدان للتعبير والتأثير على الرأي العام، وربما تُبنى قرارات دول ومؤسسات عالمية ومنظمات إنسانية على معاناة انعكس أثرها على الشاشة أو الموقع أو الفيس بوك وما شاكلها.

ثالثًا: الحقوق المالية: كالصدقة، والزكاة، والإحسان، وإطعام الجائع، وكسوة العاري، وغير ذلك من الحقوق التي جعلها الله في أموال المسلمين.

قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ) [المعارج:24-25]، وقد ورد: «إِنَّ في المال حَقًّا سوى الزكاة».

وفي شعوب المسلمين اليوم وكل يوم من الفاقة والفقر والحاجة والعَوَز ما يُوجب على أهل الغنى والجِدَةِ واليسار أن ينفقوا ويبذلوا لإخوانهم المسلمين.

ولعل الوقف من أدوم وأنفع سبل الإنفاق، خاصة إذا تم بصيغة مدروسة، وتم تأطيره بطريقة مؤسَّسية ذات ثبات وشفافية، وكان الإنفاق منه على المشاريع النوعية والمستقبلية، التي تُسهم في إعداد الأجيال للعمل والإنجاز، وتعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم، ولا تجعلهم عالة يعتمدون على الآخرين، ليتحوَّل بذلك الرقم الإسلامي مليار وخمسمائة مليون إلى رقم فاعل مؤثِّر منافس في الحياة.

رابعًا: الحقوق البدنية: كنصرة المظلوم، وفك الأسير، وإغاثة المستغيث، ونجدة الملهوف، وفي «الصحيحين» من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: يا رسولَ الله، أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: «الإيمانُ بالله، والجهادُ في سبيله». قال: قلتُ: أيُّ الرقاب أفضلُ؟ قال: « أنفَسُها عند أهلها وأكثرُها ثمنًا». قال: قلتُ: فإن لم أفعلْ؟ قال: «تُعِينُ صانعًا أو تصنعُ لأَخْرَقَ». قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إن ضعُفْتُ عن بعض العمل؟ قال: «تَكُفُّ شَرَّكَ عن الناس؛ فإنها صدقةٌ منك على نفسك».

مقال .. سلمان العوده

والفرح بما يصيبه من الخير، والحزن لما يعرض له من الشر ..

للأســف العكس هو الحـاصل في كثير من المجتمعات ...

بارك الله فيك اللبـوة مقال رائع حق المسلم على اخيه 240141

مقال أكثر من رائع

يعطيك الف عافيه اللبووه دائما مبدعــه..

هذآ شي واجــب علــينآأ
كلــــــنآ

يعطيك العافيـــه اختي حق المسلم على اخيه 671515

مشكوره تسلــــمين
والله

حق المسلم على اخيه 720818

مووضوووع روعه اللبوهـ حق المسلم على اخيه 836734

مشكوره لبوه فعلا موضوع مهم ..