اجعل للقلق حداً معيناً

اجعل للقلق حداً معيناً

لاريب في انك تريد ان تجني ارباحاً طائلة من المضاربة في سوق الاوراق المالية , ولا شك بأنك تريد ان تحصل على ثروة طائلة من هذه المضاربة, ولا شك ايضاً بأن الملايين من الناس يريدون ذلك بل ... كل البشر
لكن كيف الوصول الى هذا السبيل !! ان هذا الكتاب الذي بين يدي القراء لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال ان يضم بين ثناياه حلولاً لهذه المشكله ولو انه كان كذلك , لاستطعت ان أبيع النسخة بثمن خيالي
وينفذ في مدة قصيره. لا ليس هذا هو الذي أردته من كلمتي هذه لكنني اعرف طريقة جديدة لابأس بها يستخدمها بعض الماليين في مضارباتهم الناجحة ويجنون من ورائها ارباحاً طائلة. وقد حدثني عنها المستر تشارلس روبرت الخبير بشؤون الاستثمار فقال: جئت من تكساس ومعي عشرون الف دولار لي ولأصدقائي كي اضارب بها جميعاً في سوق الأوراق المالية. وكنت اعتقد اني عليم بدخائل السوق. غير انني ما ان بدأت اللعب حتى خسرت المبلغ كله ولم يبق معي دانق واحد. ولم أكن أبالي بأموالي الخاصة التي خسرتها لكنني كنت افكر بالذي خسرته لزملائي وكيف اواجههم ؟
وسرعان ما فوجئت بعدم دهشتهم لهذه الخساره بل استقبلوها بروح رياضيه صامدة.
كانت مضاربتي في السوق تطبيقاً لقول القائل في هذا الصدد : "كل شيء أو لا شيء" واعتمدت في مضاربتي هذه على الحظ وعلى آراء ذوي الخبرة فعندما انتهيت من الخسارة السالفه الذكر راجعت جميع المزالق والاخطاء التي وقعت بها وعولت على تلافيها قبل ان اذهب مرة ثانيه الى السوقز تعرفت على برتون كاسبكز وهو انجح مضارب عرفه العالم في سوق البورصة وكان ربحه يتزايد عاماً بعد عام فظننت ان اكثر هذه الارباح انما تعود الى خبرته ومعرفته في هذا الميدان.
وجه الّي برتون بضعة اسئله حول طريقتي في المضاربه ؟ فأخبرته عنها. لكنه أزالها من دماغي عندما أفادني بطريقة تعطيني أرباحاص وفيره وقال: عليّ ان اقرر حداً اقصى للخسارة التي ستلحقني اذا ألمت بي خسارة. فإذا اشتريت اسهماً قيمة كل منها خمسين دولاراً فأضع خمسة دولارات كحد اقصى للخسارة, فإذا انخفضت قيمة السهم الى دون الخمسة دولارات فلا انتظر وانما ابيعه في الحال لئلا ينزل أكثر. وقد أضاف: "فإذا اتبعت هذه الطريقه وخسرت في نصف صفقاتك وربحت في النصف الآخر, ضمنت بأنك في المرة القادمة ستربح, لأنك لاتخسر الا مبلغاً صغيراً وهذا المبلغ هو الذي جعلته حداً لأرباحك. وهذه الخسارة الضئيلة يمكن ان تغطيها في نصف ارباح صفقاتك الاخرى".
وقد عملت بهذا المبدأ ولازلت اعمل به حتى الآن وفي الواقع انه وفّر لي ولعملائي كثيراً من الوقت. ثم ان مبدأ "الحد الأقصى للخسارة" لم يقتصر فقط على مضارباتي الماليه بل اتخذته مبدأ في حياتي الشخصية. وصرت اتخذه ميزاناً للمشاكل التي اعانيها. فمثلاً لقد اعتدت انتظار صديق لي دائماً للغداء وكان قلّما يأتي في الموعد المحدد او لايأتي ويفسد عليّ الغداء. فقررت تحديد وقت قصير انتظره فيه مثلاً زيادة عشرة دقائق أو 15 دقيقة. كم تمنيت لو عرفت هذا المبدأ منذ بداية شبابي لكنت تخليت عن اوقات كثيرة في فترة كنت اعيش فيها بمزاج حاد وقلق مستمر وخوف مطبق يلازمني.

يوجد للقصة تتمه .........

المصدر
كتاب دع القلق وابدأ الحياة
للمؤلف دايل كاريجي