بسم الله الـرحمن الرحيم
إيها الإنســـــــان : يا من مـلّ من الحـياة وسئم العـيش وضاق ذرعـاً من الأيـــــام وذاق الغصــص ,
إن هناك فتحاً مبيناً , ونصراً قريباً , وفرجـاً بعد شدة , ويسـراً بعد عسر
إن هناك لطـفا خفيا من بين يديك ومن خلفك , وأن هناك أمـلاً مشـرقاً ومستقبلاً حـافلاً
ووعـداً صـادقاً ( وعد الله لا يخلف الله وعده )
أن لضيقك فـرجة وكشفاً , ولمصيبتك زوال , وإن هناك أنـساً وروحـاً وندى وطلاً وظلاً
( الحـمدلله الذي أذهب عنا الحزن )
يـــــامن أصــابة الأرق وصرخ في وجه الليل
ألا أيها الليل الطويل الا انجل أبــــــشر بالصبح ( أليس الصبح بقريب )صبح يملؤك نوراً وحبوراً وسروراً
يــــامن اذهب قلبه الهم
رويدك , فأن لك من أُفق الغيب فرجاً , ولك من السنن الثابتة الصادقة فسحة
يـــــامن ملآت عينيك بالدمع
كفكف دموعك و وارح مقلتيك , أهدأ فإن لك من خالق الوجود ولاية
وعليك من لطفه رعاية , اطمئن أيها العبد فقد فرغ من القضاء ووقع الاختيار
وحصل اللطـف وذهب ظمأ المشقه وابتلت عروق الجهد
وثبت الأجر عند من لا يخيب لديه السعي
اطمئن : فإنك تتعامل مع غالب على أمره لطيف بعباده رحيم بخلقة حسن الصنع في تدبيره
اطمئن : فأن العواقب حسنة والنتائج مريحه والخاتمه كريمة
بعد الفقر غنى وبعد الظمأ ري
بعد الفراق إجتماع وبد الهجر وصــل
وبعد الإنقطاع اتصال وبعد السهاد نوم هادئ
( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً )
أيها المعذبون في الأرض بالجوع والضنك والضنى والألم والفقر والمرض
أبـــــــــشروا , فأنكم سوف تشبعون وتسعدون وتفرحون وتصِحون
وحـق على العبد أن يظن بربه خــــيراً وأن ينتظر منه فضلاً
وأن يرجو من مولاه لطفاً
فأن من أمـره في كلمة (كن)
فــلا يجلب النفع الا هو ولا يدفع الضر الا هو وله في كل نفس لطف
وفي كل حركه حكمه وفي كل ساعه فـرج
جـعل بعد الليل صـبحاً وبعد القحط غـيثاً
يعطي لـــيشكر , ويبتلي ليعلم من يصبر يمنح النعماء ليسمع الثناء
ويسلط البلاء ليرفع إليه الدعـــــــــــــــاء
فـحري بالعبد أن يقوي معه الأتـصال ويمد إليه الحـبال
ويـــــــكثر السـؤال
( واسألوا الله من فضله )
( ادعوا ربكم تضرعا و خفية )
انقطع العلاء بن الحضرمي ببعض الصحابة في الصحراء ونفذ ماؤهم
وأشرفوا على الموت , فنادى العلاء ربه القريب , وسـأل إلها سميعاً مجيباً
وهتف بقوله : ياعلي يا عظيم يا حكيم يا حليم
فنزل الغيث في تلك اللحظه فشربوا وتوضؤوا واغتسلوا وسقوا دوابهم
( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ماقنطوا وينشر رحمتة وهو الولي الحميد )
وقـــــــــفه
محبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون إليه والطمأنينة إليه وإفراده بالحب
والخوف والرجاء التوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد
وعزماته وإرادته , هو جنة الدنيا النعيم الذي لا يشبهه نعيم . وهو قرة عين المحبين
وحياة العارفين
تعلق القلب بالله وحده واللهج بذكره والقناعه
أسباب لزوال الهموم والغموم وانشراح الصدر والحياة الطيبه والضد بالضد
فلا أضيق صدراً وأكثر هماً ممن تعلق قلبه بغير الله
ونسي ذكر الله ولم يقنع بما أتاه الله والتجربة أكبر شاهد ..
المــــــــصدر كــتاب لآتحزن للدكتور عائض القرني